سنبقى

محمود موسى

سَنبقَى…

وسَيبقى الشِعر المُتيّم يُغازل رُبوعَ الوَطن

يَكتبُ عَن تَضاريسهِ المُزخرفَة

بِتفاصيلِ السُهولِ والجُبالِ الشامخة

بِكرُومهَا وزيتونها المُخضرّ

بأشجارها وبألوان الربيع المُتفتّحة

بِرائِحة الأرضِ العَطرة بَعد الحَرث

بِعبق تُراب الوَطن المُحمرّ

إِلى دَهرٍ أَبديّ فِينَا

سَنبقَى…

إلى حَاضرٍ يَحوي الزمانَ فينا

نُحيكُ خُيوطَ الوَطن 

نُشعل شَمعة الحُرية 

بِصمودِ أَسرانا… بِدموعِ الأُمهَات

بأحذية الشهداء

التي ترسمُ حُدودَ الوَطن

بما تَفجرت الأرضُ فيها من يَنابيع

بما أَزهرَت الأزاهيرُ في البساتين

سَنبقَى…

مَا زَال الخَيرُ والعَطاءُ مَوجُوداً

والدماء تَجري في عُروقنَا

بِبقائنا وصُمودنا فيها

بِحبنا وتَعلقنا بها 

كَتجذرِ أَيقونةٍ رَاسخة

مُتعلقة بحبِّ الثرى وتُراب الوَطن

سَنبقَى…

سَتبقَى الأَرضُ لنا وما كُنّا

ومَهما ابتعدنا وطالَ انتظارنا

بِعودة مُحبيها ومُغتَربيها

بزهرِ اللوز يُزين دِفء الربيع

بشموخ أشجارها المُتجذرة

بشروقِ الشمس تُزينُ مِلء الأَرض

تَبعثُ فينا أملاً وشغفاً

وشوقاً وحُباً أكثرَ يغمرُ قلوبنا

بأهازيج وليالي الصيف السعيدة

بألوان وفلكلور تُراثنا الشعبي 

ورثه أجدادنا الكنعانيون

بِجداتِنا اللواتي يُحِكنَ نسيج التاريخ

سَنبقَى…

سَنبقَى…

 الأفكار الواردة في المواد المنشورة ضمن المدوّنة لا تعكس، بالضّرورة، وجهات نظر المتحف الفلسطيني*

كيف لي؟

محمود موسى

كيف لي ألّا أرى وأنا أحلم؟

كيف لي أن أعبر وأنا أنظر؟

وكيف لي أن أتقدم والزمن يتقدم؟

كيف بمقدوري أن أتخيّل، وأنا أبحر في الواقع وأفكر؟

كيف لي أن أمضي قدمًا وأتذكر؟

كيف لي، بمفهومي الفلسفي والمنطقي والفكري، أن أحاور العقل بمفهومه الحضاري والعلمي؟

كيف بوسعي أن أجرّد الواقع من السوء والأسوأ؟

كيف لي أن أتحرّر من التبعيّة والفوضويّة التعدديّة والجمود والحماقات البشرية بين أبنائها؟

كيف لي أن أستخبر قلبي بمجرده المكاني الأزلي؟

كيف لي أن يسمو البشر في نظري إلى حب خالص ورفيع وعريق؟

كيف لنا أن نستجوب الواقع ويتغير بما هو عليه إلى الأفضل والأجمل؟

!أسئلة كثيره كنت أطرحها على نفسي دائمًا؟ فهل من أجوبة تجيبني وتراودني عن نفسي

 الأفكار الواردة في المواد المنشورة ضمن المدوّنة لا تعكس، بالضّرورة، وجهات نظر المتحف الفلسطيني*

اغتراب

صفاء عوض الله

.يا عزيزي، لا تُصدّق من قال إنّ الابتعاد عن الوطن وحده اغتراب، ولا تُصدّق إن قالوا إنّك ستحتاج إلى وثيقة لاجئ

الاغتراب يا عزيزي أن تكون وحيدًا كياسمينةٍ تتّكئُ على كتف سياج، تنتظر غيمة ماطرة، أو نسمة صيف عابرة تسألها عن حالها وعن الفصول الغابرة، هو ارتجافٌ في الروح ونزوحٌ من الشعور إلى اللّاشعور؛ أنْ تكون، معًا، في الغياب والوجود لتسألَ نفسك ذات مرة: من أنا؟

من أنت؟

الاغتراب أن تجدَ ألف حاجزٍ بين فكرك وعقلك، أن تجدَ ألف بندقيةٍ بين نبضك وقلبك، أن يمرّ عنك من أحببتهم يومًا كأنّهم لم يلمحوا طيفك في فتات العمر، كأنّهم لم يتذوّقوا دفء قلبك وكأنّك لست أنت، يتهامسون ليُثبتوا نسيانهم لك بسؤالٍ سخيفٍ: ماذا كان اسمك؟

حينها تُدركُ جيّدًا أنّك تعيش الاغتراب بكلِّ تفاصيلهِ، وتضيع في زحام الأفكار وشتات العواطف، تُفضّل السكون على الحراك كحمامةٍ جريحة في وطنٍ غريب

تحاولُ لملمةَ ما تبعثر من ذاتك، وتُلقي بنفسك في بحر المخيم، فتسأل نفسك سؤال المصدوم: هل هذا أنا؟

هل هذا أنت؟

.الابتعاد عنك لا يحتاج إلى وثيقة ولا يحتاج جواز سفر

فهل صدّقت أنّ الابتعاد عن الوطن وحده ليس اغترابًا؟

 
 الأفكار الواردة في المواد المنشورة ضمن المدوّنة لا تعكس، بالضّرورة، وجهات نظر المتحف الفلسطيني*