محمود موسى
سَنبقَى…
وسَيبقى الشِعر المُتيّم يُغازل رُبوعَ الوَطن
يَكتبُ عَن تَضاريسهِ المُزخرفَة
بِتفاصيلِ السُهولِ والجُبالِ الشامخة
بِكرُومهَا وزيتونها المُخضرّ
بأشجارها وبألوان الربيع المُتفتّحة
بِرائِحة الأرضِ العَطرة بَعد الحَرث
بِعبق تُراب الوَطن المُحمرّ
إِلى دَهرٍ أَبديّ فِينَا
سَنبقَى…
إلى حَاضرٍ يَحوي الزمانَ فينا
نُحيكُ خُيوطَ الوَطن
نُشعل شَمعة الحُرية
بِصمودِ أَسرانا… بِدموعِ الأُمهَات
بأحذية الشهداء
التي ترسمُ حُدودَ الوَطن
بما تَفجرت الأرضُ فيها من يَنابيع
بما أَزهرَت الأزاهيرُ في البساتين
سَنبقَى…
مَا زَال الخَيرُ والعَطاءُ مَوجُوداً
والدماء تَجري في عُروقنَا
بِبقائنا وصُمودنا فيها
بِحبنا وتَعلقنا بها
كَتجذرِ أَيقونةٍ رَاسخة
مُتعلقة بحبِّ الثرى وتُراب الوَطن
سَنبقَى…
سَتبقَى الأَرضُ لنا وما كُنّا
ومَهما ابتعدنا وطالَ انتظارنا
بِعودة مُحبيها ومُغتَربيها
بزهرِ اللوز يُزين دِفء الربيع
بشموخ أشجارها المُتجذرة
بشروقِ الشمس تُزينُ مِلء الأَرض
تَبعثُ فينا أملاً وشغفاً
وشوقاً وحُباً أكثرَ يغمرُ قلوبنا
بأهازيج وليالي الصيف السعيدة
بألوان وفلكلور تُراثنا الشعبي
ورثه أجدادنا الكنعانيون
بِجداتِنا اللواتي يُحِكنَ نسيج التاريخ
سَنبقَى…
سَنبقَى…
الأفكار الواردة في المواد المنشورة ضمن المدوّنة لا تعكس، بالضّرورة، وجهات نظر المتحف الفلسطيني*