المتحف الفلسطيني أول مبنى أخضر في فلسطين

Palestinian Museum_R2

عند افتتاحه في خريف عام 2014 سيكون المتحف الفلسطيني أول مبنى أخضر في فلسطين، ومن المتوقع أن يحصل على الشهادة الفضية في نظام الريادة العالمي في تصميمات الطاقة والبيئة الذي يشار إليه بـ LEED اختصاراً لـ
Leadership in Energy and Environmental Design. ويتولى المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء الإشراف على بناء المتحف والتأكد من تطبيق المقاولين للمواصفات البيئية. وفي مقابلة مقتضبة مع المهندس بدوي القواسمي، عضو مؤسس للمجلس، تحدث كيف سيكون المتحف نموذجاً يحتذى به في الاستدامة البيئية على نطاق فلسطين، قائلاً: «المتحف ريادي وسبّاق وسنستخدمه كنموذج تعليمي من خلال ورشات تدريبية، سواء على نطاق المهنيين من مهندسين ومقاولين أو على نطاق طلبة الهندسة في الجامعات الفلسطينية».

 المياه والطاقة
الحلول الخضراء في تصميم وتشييد المبنى ستخفض استهلاك المياه والطاقة بنسبة تصل إلى 23%، وبحسب القواسمي ستساهم عازلية المبنى الكبيرة وتوجيهه بما يتلاءم مع حركة الشمس بالاحتفاظ بدرجة حرارة مناسبة في الصيف وفي الشتاء. ويشير إلى أنه سيتم تجميع مياه الأمطار من أسطح المبنى في خزان مياه كبير واستخدامها في عمليات المتحف المختلفة، وستوظف الطاقة الشمسية لتسخين المياه للاستخدام الداخلي، كما ستكرر المياه العادمة وستستخدم في ري حدائق المتحف وفق نظام تدفق مياه بتحكم تلقائي. وستزرع الحدائق بنباتات من البيئة الأصلية لفلسطين، أي لن تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء».

 بيئة صحية
ويهدف المتحف إلى خلق بيئة صحية ومثالية للزوار والموظفين، ولذلك فقد وضع مخطط لتخفيض نسب المواد المتطايرة التي تتواجد في أنواع الدهان والسجاد والباطون، والتي تتسامى في درجات حرارة معينة وتؤثر على التنفس وبالتالي على الصحة.  ويشجع المتحف الموظفين والزوار على استخدام الدراجات الهوائية للوصول إلى المتحف ويخصص مواقف خاصة لها، إضافة إلى مواقف السيارات الواسعة. ويراعي المتحف في تصميم مبناه مستخدمي الكراسي المتحركة، سواء داخل المبنى أم خارجه.

 عملية البناء
ويرى القواسمي أن هناك بعض التحديات التي تتمثل في كون المعايير البيئية المتبعة عالمياً متطلبات إضافية ومواصفات جديدة بالنسبة للمتعهدين والعمال الفلسطينيين الذين اعتادوا على البناء بطرق معينة، وأن هذه المواصفات هي، في كثير من الأحيان، غير مقنعة وغير مفهومة بالنسبة إليهم.
ومن المتطلبات التي يعمل المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء على إلزام المتعهدين بها «حصر الجرافات والآليات في أماكن معينة في موقع البناء، بحيث لا تتحرك في كل مساحة الموقع لتفادي أضرار بيئية قد تلحق بالأراضي المحيطة بالمبنى أثناء العمل». ويضيف القواسمي: «أما الموقع فسيتم إحاطته بسياج خاص يمنع تسرب التربة من منطقة البناء إلى خارجها، وذلك لتخفيف الأثر البيئي لعملية البناء على ما حولها، وسيتم إنشاء محطة غسيل للشاحنات في الموقع للحد من انتقال الأتربة والطين منه إلى الشوارع المحيطة».  ويذكر بأن المجلس الفلسطيني للأبنية الخضراء هو مؤسسة غير ربحية تأسست في عام 2011، بهدف التوعية وتقديم المساعدة للمؤسسات المختلفة وللقطاع العام والخاص من أجل الالتزام بمعايير المجلس العالمي للأبنية الخضراء عند البناء.